الأحد، 13 فبراير 2011

نيلة رقم (14)

حكومة أنابيب..موش عاوزة زعابيب

ولما كانت (النيلة الرابعة عشر) من القهر الأول من السنة الثامنة من الزفتية الثالثة قالت الأميرة فقر زاد..وهي تدعو ربها الجبار.. أن ينزل غضبه علي الأمير فقريار.. مزيل العمار  وخارب الديار:
بلغني أيها الشحط العنيد..دو المخ البليد..أنه في محاولة لتفسير الألغاز..التي أثيرت حول موضوع تصدير الغاز..أعلن وزير الشؤون القانونية..والمجالس النيابية..في الحكومة الذكية..ردا علي ما أثير من أسئلة..من أعضاء مجلس الأنس حول هذه المشكلة..أن تصدير غاز مصر إلى دولة سرقائيل..بثمن أقل من القليل..وهو خمس الأسعار العالمية..لم يتم باتفاقات دولية..ولكنه تم كاتفاق تصدير بين شركة مصرية..وشركات إسرائيلية..وإن ما قدمته الحكومة للعدو الحبيب..القابع في تل أبيب..هو فقط مد الأنابيب..وكأن الشركات الصهيونية..شركات سرقائيلية..وشركتنا المصرية..تتبع دولة أجنبية..ولم يكتف الوزير الهمام..بالقول بأن كله تمام..وإنما أصدر تصريح عجيب..وآخر غريب..وكأنه يصدره من تل أبيب..إذ قال لبعض الأعضاء..وهو في قمة الاستياء..أن هناك بنودا سرية..في هذه الاتفاقية..تلزم الشركات بعدم الإفصاح عنها..مهما جرى للناس منها..وكأن هذا الغاز ليس ملك الشعب..فيباع بسعر بخس للشرق وللغرب..ولما كان وزير البترول..ساكت عن الكلام علي طول..فقد أحال رئيس المجلس..الذي علي أعلى كرسي يجلس..الموضوع برمته للجنة الطاقة..ليدفنه بكل ذكاء ولباقة..ولهذا تأكد أيها الحبيب..أن هناك بنوداً سرية في اتفاقاتنا مع تل أبيب..كما في معاهدة السلام..التى ممنوع عنها الكلام..أحسن فوق التخشيبة تنام..ومن ثم يدرك كل لبيب..بدون إشارة أن حكومتنا..حكومة أنابيب..
وهنا أقبل أبو الغوغاء جالب الأنباء..وقال وعلي وجهه علامات الاستياء:
أن الدكتور يحي  الجمل..لما ضاع منه الأمل..كتب كلام جميل..عن كارثة توريد الغاز لدولة سرقائيل..فقال لا فض فوه..للناس اللي بيحبوه: من المواد الدستورية التقليدية..التي ترد في كثير من الدساتير العالمية..والتي تفهم ضمناً من مجمل نصوص الدستور..ولا تحتاج  إلى مستشار أو دكتور..المادة التي تقول إن الثروات الطبيعية..سواء في باطن الأرض أو في المياه الإقليمية..ملك للدولة البهية..
وعلي هذا النحو فإن هذه الثروات..هي من قبيل الملكية العامة لدولتنا الشربات..والملكية العامة للدولة..وذلك من باب أولى..لا يجوز التصرف فيها بالبيع أو الهبة أو التأجير..إلا وفقاً لأحكام معينة تنص عليها الدساتير..والأصل ألا يتم أي من هذه التصرفات..بالبيع أو كهبات..للملكية العامة..وبصراحة تامة..إلا بعد موافقة ممثلي الشعب..اللي طهق من الغلب..باعتبار أن الشعب هو المالك الحقيقي للثروات الطبيعية..وأنه أوكل ذلك الي الدولة السنية..
وهذه القواعد الدستورية..خولفت كلها وبعين قوية..في جريمة بيع الغاز لدولة سرقائيل..وكان ذلك قبل التطبيع أمر مستحيل..وذلك عن طريق الالتفاف حول القواعد الدستورية..والرغبة الشعبية..بإنشاء شركة خاصة بين مجموعة من الأفراد..لتحقيق المرغوب والمراد..بالتصريح لهذه الشركة بالتصرف في ثروة طبيعية..من ثروات الشعب المحروم من الديموقراطية..والتي تعتبر ملكية عامة..كل دا والحكومة نايمة..
ليت ذلك وبس..بل وبالعكس..صرح للشركة بمد خط أنابيب..يحمل هذا الغاز الطبيعي إلي العدو الحبيب..وبأسعار أدني من الأسعار العالمية..يمكن بحوالي عشرين في المية..والارتباط بتصدير هذه الثروة القومية..بهذا السعر المتدني إلي فترة طويلة..مما يمثل كارثة وبيلة..وأحد الشركاء الرئيسيين في هذه الشركة المريبة..المثيرة للجدل بطريقة عجيبة..والتى تخفي في باطنها رائحة العفن والفساد..الذي سيدمر العباد والبلاد.. تردد اسمه ذات يوم..في مشكلة أجريوم..وتردد اسمه في أرض طابا..بعد أن مص دم الغلابة..فتم نزعها من عائلة مصرية..وأعطيت له ليصبح الموضوع محل قضية..أمام المحاكم الدولية..
و هذا الشخص المريب..الذي يقيم دائما في تل أبيب..كان يمتلك حصة في هذه الشركة الملعونة..وباع جزءا من حصته وهي في الأصل مال أبونا.. إلي أجانب وأجنبيات..أمريكيين وإسرائيليات..بالمليارات من الدولارات.
وهكذا انتهي الأمر إلي هذه الصورة الغريبة..والحالة العجيبة: شركة أصبحت بحكم المالكين لها شركة إسرائيلية..تبيع لإسرائيل وتصدر  الغازات الطبيعية المصرية..الذي تعد ثروة طبيعية..وملكية عامة قومية..بأسعار متدنية..وللطويل من الفترات الزمنية..
وهنا انطلق المنشد المغمور..حنفي البعرور وقال في غير سرور:

قبل ما تقولوا كله تمام..هذا إهدار للمال العام ..
ومخالفة دستورية..يا عالم يا حرامية..
واغتيال لمقدرات هذا الشعب..اللي فاض بيه الغلب..
وهنا وقف شملول البهلول..في ذهول..وأخذ يقول:
هل يصدق أحد أن الغاز المصري..يباع في إسرائيل بسعر أقل من السعر الذي يباع به لصاحبه الأصلي.. الذي يشتري غاز بلده المستخرج من جوه..بسعر أعلي من السعر الذي يباع به هذا الغاز نفسه لعدوه..
والله إنها لخيانة..وعدم أمانة..في حق هذا البلد..الذي يعيش سكانه في كمد.. إنها أبشع جريمة..ارتكبتها هذه الشركة الزنيمة..
ثم أضاف شملول البهلول..في ذهول:
من حق الناس أن تتساءل..وتتشاءم ولا تتفاءل..أي قوة يملكها هذا الشخص المريب..صاحب النفوذ العجيب..الذي نصادفه في أغلب الصفقات المريبة..والألاعيب العجيبة..وما سر نفوذه..ووجوده من غير ما نعوزه..؟ وهل يعمل لحساب نفسه فقط أم لحساب آخرين..يقدمون له الدعم والحماية ويسهلون له مخالفة الدستور القوانين؟
وهنا قال أبو الغوغاء جالب الأنباء:
من حق الناس أيضاً أن تتساءل.. وتتشاءم ولا تتفاءل..لماذا تبيع مصر جزءاً من ثروتها الطبيعية..التى ستنفذ خلال السنين الجاية..والمهددة بالتناقص والنضوب ..والاختفاء من الآبار والجيوب..في عدد قليل من السنين..لشعب إسرائيل غير الأمين..بسعر يقل عن كل سعر معقول..وذلك لمدد ستطول..
وهنا أقبل عبدو الرادار جايب الأخبار ومعه منها المزيد..لمن يريد:
قال البعض إن الحكومة المصرية..أرادت أن تقدم لإسرائيل هدية سخية..بمناسبة العيد الستين لتأسيسها واغتيالها الأرض العربية..فاختارت أن يبدأ ضخ الغازات الطبيعية..في مناسبة الاحتفالات بالأعياد الإسرائيلية. وقال البعض الآخر..وهو يتفاخر..إن الحكومة المصرية أرادت أن تساعد إسرائيل المفترية..علي توفير الطاقة لمصانعها وأسلحتها..كي تشتغل علي مهلها.. وتدمر غزة والضفة والسلام..علشان نرتاح ونروح ننام.
وهنا قال شملول البهلول..في ذهول:
قال البعض الآخر.. إن الهدف الأصلي للحكومة المصرية من بيع الغاز بهذه الأسعار المتدنية..هو تجويع الشعب المصري وإرهاقه..برفع أسعار كل احتياجاته..اللازمة لتسهيل حياته..ذلك أن الحكومة المصرية..كانت تستطيع لو أنها باعت هذا الغاز بسعره الطبيعي في السوق العالمية..أن توفر من العوائد ما يغنيها عن المعونات والهبات النقدية..
وهنا قال أبو الغوغاء جالب الأنباء..وعلي وجهه علامات الاستياء:
إن بعض الخبثاء..من القوم الأذكياء..يقولون: نحن نفتيكم..وما يدريكم..أن هدف الحكومة المصرية.. هو تحقيق كل هذه الأغراض في صفقة جماعية..
وهنا قال شملول البهلول..في ذهول:
قال أحد المدافعين عن الحكومة..والذي يتقاضى مبالغ معلومة..في تبرير هذه الآثام..التى اقترفها بعض اللئام.. إن ما أبرمه وزير مصري وآخر إسرائيلي..هو شالوم جاليلي..لكي يمهد لتمرير هذه الصفقة..بدون كتابة أي ورقة..ليس من قبيل المعاهدات الدولية..والاتفاقات العالمية..وهو نفسه يعلم قبل غيره..ويدرك سوء الاتفاق وشرّه..أن اتفاقية فيينا الشارحة للمعاهدات الدولية..والاتفاقات العالمية.. تقر أن كل اتفاق بين دولتين..متعاهدتين أو متفقتين..أياً كانت صورته أو اسمه..أو شكله أو رسمه..هو اتفاق دولي ينطبق عليه وصف المعاهدة..دون أن يكون هناك شاهد أو شاهدة..
وهنا انطلق المنشد المغمور..حنفي البعرور وقال في غير سرور:
يا ناس مصر لم تسئ إليكم فلماذا تنتقمون منها هذا الانتقام؟
يا ناس حرام.. حرام.. حرام.
إن هذا الاتفاق كان وبيلا..
وما أظن أن يوم الحساب سيتأخر طويلاً.

وهنا صاح الحُجّاب..من وراء الباب..يعلنون قدوم الهباب..مسرور الهلاب
فسكتت فقر زاد عن الكلام المباح خشية  سيف مسرور السفّاح
وقالت في دلال وحِنْيّة..موعدنا يا مولاي في النيلة الجاية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق