الاثنين، 7 فبراير 2011

ألف نيلة ونيلة رقم (2)

وفاة ضحية في طوابير خبز الإسكندرية
ولما كانت (النيلة الثانية) من القهر الأول من السنة الثامنة من الزفتية الثالثة قالت الأميرة فقر زاد.. مرتدية ملابس الحداد..للأمير فقر يار ..خارب الديار..وهي تحكي عن كوارث العباد.. ومصائب البلاد:
بلغني أيها الملك التعيس..ذو الفقر الكبيس أن طوابير الخبز ما زالت مستمرة..وأحوالها غير مستقرة..وضحاياها يتساقطون..بعدما يتناحرون ويتشاجرون..وأحياناً يحترقون..ففي مدينة الاسكندرية..المارية..التى لم يعد ترابها زعفران..ازدحم الناس في الميدان..حول مخبز عبد الباسط الفران..في منطقة لوران..وبعد اللف والدوران..نشبت مشاجرة..بالسنج الطائرة..فقد عاد المسجل خطر..علي أبو مطر..كما عادت ريمه..لعادتها القديمة..للحصول علي المُدعّم من العيش..وتعبئته في أجولة من الخيش..ليبيعه للمستهلكين المستكينين..بضعف سعره أكثر من مرتين..ولما رفض ابن الخباز..منح الخبز لأبي مطر النهّاز..توجه أبو مطر لإحدى محطات البنزين..وأحضر جركن من الكيروسين..وأشعل واجهة الفرن..وفي يده سنجة وقرن..فاحترق بعض الناس الواقفين..والباقي راحو  ماشيين..ونظراً لمرضها..وكبر سنها..لم تتمكن من الفرار الحاجة سيدة حجازي..وسقطت محترقة وهى تقول ربنا يجازي..اللي وقفنا في الطوابير..كالحمير.
ولما نقلها الإسعاف..بعد أن غطوها بلحاف..ماتت المسكينة..محترقة حزينة..بسبب خناقة..لم يكن لها فيها لا جمل ولا ناقة..ولكنها الفاقة..والعيشة الحراقة..والضنك الذي زاد..وقصم ظهور العباد..ولما رأتها الممرضة سونيا..بكت وقالت ملعونة ياام الدنيا..دى عيشتك هباب..وجوّك تراب..نعيش في العذاب..ويطفش شباب.

وهنا أقبل عبدو الرادار جايب الأخبار ومعه منها المزيد..لمن يريد..فقال الحضور احكي يا دبور..فقال الرادار..ما فيش أسرار.. في منطقة الكيلو ‏تلاتة وستين  علي طريق الإسكندرية ـ القاهرة الصحراوي المتين‏,‏ امتنع عبد الرحيم علي.. صاحب مخبز الأرندلي.. عن بيع الخبز المدعوم.. للمواطن أسامة مصطفي المهموم ‏,‏ فلما اعترض أسامة‏,‏ وكان معه ابنه حمامة..هجم عليه عبد الرحيم‏,‏ كالشيطان الرجيم واحتجز أسامه داخل المخبز‏,‏ وأخذ يهدد ويتنرفز،وأخرج مسدسه من تحت معطفه.. واطلق النار في الهواء‏.‏فبال حمامة وابتل بنطاله بالماء..أما أسامه..فنزع العمامة..ولف بها المقعدة..بعدما فاحت منها روائح معقدة..وقالت وكالات الأنباء..في ذلك المساء..أن شرطة النجدة توجهت لمكان المشاجرة..من الاسكندرية والقاهرة..وحرّرت أسامة..بعد أن غسل العمامة..وأعاد حمامة..الذي كان مختبئاً في صفيحة قمامة.

وهنا انطلق المنشد المغمور..حنفي البعرور وقال في سرور:
من غير دراهم أو فلوس..اسمعوا معانا قصة الفانوس
وهنا أقبل أبو الغوغاء جالب الأنباء وقال في انتشاء:
كان هناك مواطن منحوس..اسمه محروس..يعيش في منطقة حندوس..تدهور به الحال بعدما أصبح بلا مال..نتيجة ارتفاع الأسعار..وجشع التجار..وطغيان الاحتكار..فاشتري بما تبقي معه من فلوس..شمعة وفانوس..وفي ليلة ظلماء..نفذ ما معه من خبز وماء..وأراد أن يتعشي..فخرج يتمشي..ووقف في طابور الخبز عدة ساعات..وفي النهاية قال له صاحب الفرن: أبوك السقا مات..فعاد حزينا..كئيبا مهينا..فحك الفانوس في قرف..فسمع صوتا مرعباً بعده عرف..أن هذا الصوت لحارس الفانوس..العفريت باندوس..وقال العفريت..لصاحب البيت..شبيك لبيك..عبدك وبين إيديك..وبعد أن زالت عن محروس الخضة..وقام وتوضا..شعر بالأمان..الذي لم يحس به من زمان..واطمئن قلبه..وأبلغ العفريت طلبه..ولما قال للعفريت بشويش..أنا عاوز عيش..نظر العفريت إليه نظرة كلها شرور..وقال وهو يبكي: حرام عليك يا أخي خرجتني من الطابور.
وهنا قال الرادار:
اسمعوا يا شطار..حكاية تانية عن العفريت المكار..يحكي أن الأستاذ شعيت..كان بدون بيت..بعدما أصبح بلا مكان..نتيجة أزمة الإسكان..اللي سببها ارتفاع عدد السكان..وقلة البنيان..فأخذ يبحث في كراكيبه..التى ورثها عن واحد قريبه..فوجد فانوسا قديما..كالذي شاهده في فيلم السيما..ففعل كما فعل اسماعيل يسن..ومسح زجاج الفانوس مرتين فخرج اليه العفريت عفركوش..وهو من العفاريت ذات الكروش..فهرول شعيت كالمهروش...فقال العفريت : ما تخافشي..احسن أنا أمشي..شبيك لبيك..عبدك وبين إيديك..فتشجع شعيت وقال أنا عاوز بيت..فضحك عفركوش حتى استلقي علي قفاه..وقال في استعجاب: ياه..عاوزني أجيب لك شقة جديدة..وأنا نفسي علي الحديدة..دانا يا عفركوش..ساكن في الفانوس دا بعقد مفروش.

وهنا قال سعد المجنون: أنه في العهد الميمون ..وجد المعلم شعبان.. في أحد أركان الدكان فانوسا من بتوع زمان..ولما حَكّه خرج له عفريتان..كانا في الفانوس محشوران..فسأل أحدهما :إنت مين؟ فقال له أنا الحارس علاء الدين.. وسأل الثاني نفس السؤال ..فقال أنا علاء الننوس..شريك الحارس في هذا الفانوس
وهنا صاح الحُجّاب..من وراء الباب..يعلنون قدوم الهباب..مسرور الهلاب
فسكتت فقر زاد عن الكلام المباح  خشية  سيف مسرور السفّاح
وقالت في دلال وحِنْيّة..موعدنا يا مولاي في النيلة الجاية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق